issue17002

[email protected] aawsa t . com a a w s a t . c o m @asharqalawsat.a @ a a w s a t _ N e w s @ a a w s a t سمير عطالله مشاري الذايدي 17002 - السنة السابعة والأربعون - العدد 2025 ) يونيو (حزيران 16 - 1446 ذو الحجة 20 الاثنين London - Monday - 16 June 2025 - Front Page No. 2 Vol 47 No. 17002 توابيت مُصمّمة على شكل حذاء رياضي من «نايكي» غانا: لمحة عن ثقافة جنائزية مفعمة بالفرح عــنــدمــا تــطــأ قـــدمـــاك الــــورشــــة المـــتـــواضـــعـــة لإيــريــك كباكبو أدوتـــي، الواقعة على أطــراف العاصمة الغانية أكــــرا، لا يـمـكـن لعينيك تـفـويـت ذلـــك الــتــابــوت الـضـخـم، المُـــصـــمّـــم عــلــى شــكــل هـــاتـــف «نـــوكـــيـــا» الـــقـــديـــم، أو تلك التصاميم الغريبة الأخرى المتراصة في الزوايا، حسب صحيفة «الإندبيندنت» البريطانية. فـعـلـى هـــذا الــطــريــق المـــزدحـــم، بــالــقــرب مـــن سـاحـل المحيط الأطلسي في غانا، يعمل إيريك وفريقه الصغير مـــن الـحـرفـيـن يــومــيــا، وســـط رطـــوبـــة خــانــقــة، لتحقيق الأمنيات الإبداعية لأصحابها. ويـقـول إيـريـك، وهــو يتنقل بـن تـابـوت على شكل حذاء رياضي من «نايكي»، وآخر على شكل سمكة وردية بتفاصيل دقـيـقـة: «فــي معظم الأحــيــان لا يبكي الناس عندما يـــرون هــذه الـتـوابـيـت». ويضيف وســط أصــوات الــطــرق، ونـشـر الـخـشـب، الـتـي تملأ المــكــان: «يـنـسـون أن هـنـاك جثة داخـــل الـتـابـوت، فالكل ينشغل بالتصميم، والفن، والشكل... وهنا تتغير الأجواء تماما». صحيح أن زيارة صانع توابيت قد لا تكون من بي أولـويـات كثير من المسافرين، لكنها تستحق أن تكون كذلك إذا زرت غانا، ففي هذه الدولة النابضة بالحياة فـي غــرب أفـريـقـيـا، لا يُـحـزن المـــوت بالطريقة التقليدية التي قد نتوقعها جميعا، بل يُحتفى به من خلال طقوس ملونة تعجّ بالموسيقى والرقص، وقد تستمر لعدة أيام. ومــــن الـتـقـالـيـد الـــفـــريـــدة الـــتـــي أصــبــحــت جـــــزءاً من الـــثـــقـــافـــة الـــجـــنـــائـــزيـــة الـــغـــانـــيـــة، اســـتـــخـــدام «الـــتـــوابـــيـــت الخيالية» التي تنقل الموتى إلى الحياة الآخرة، مثل تلك عاما. 25 التي يصنعها إيريك منذ أكثر من وتُـــــعـــــرف هـــــذه الـــتـــوابـــيـــت مــحــلــيــا بـــاســـم «أبـــيـــبّـــو أديـــــكـــــاي»، أي الـــتـــوابـــيـــت الـــرمـــزيـــة، وتُـــســـتـــخـــدم بشكل رئيسي من قبل شعب «غا»، أحد المجموعات العرقية في غانا، منذ خمسينات القرن الماضي تقريبا. وغالبا ما تُصمم هذه التوابيت لتعكس مهنة المتوفى، أو ترمز إلى العمل الذي سيواصل القيام به في الحياة الآخرة، مثل حبة كاكاو لمزارع الكاكاو، أو سمكة لصياد. لندن: «الشرق الأوسط» الممثلة الآيرلندية فيونا غلاسكوتخلال جلسة تصوير للمسلسل التلفزيوني «شيرلوكوابنته» في مهرجان مونت كارلو (أ.ف.ب) نجّار يعمل على توابيت ملونة وغير عادية تُمثل حياة المتوفى (غيتي) من هو والد الشرق الأوسط؟! على عكس التصريحات الإسرائيلية مـن أعلى المستويات بـأن هـدف الحرب على إيـــران، مع إزالــة البرنامج الـنـووي، أيضا إزالــــــة الــنــظــام وتـغـيـيـر صـــــورة الـــشـــرق الأوســــــط، جــــاء فـــي بـيـان للجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية لا تهدف إلى «تغيير النظام الإيراني». لكن من قال إن كل خطوة في هذه الحرب تأتي بتخطيط مسبق؟ الحروب بطبيعتها تصنع تطوراتها الخاصة وديناميكيتها المـولـودة منها، بعزل النظر عن كل الخطط التي وضعها الجنرالات ومستشارو السياسة سابقا، فالحروب هي هكذا من قبلُ ومن بعدُ... تخلق وحوشها الخاصّة. ألــم يقل الشاعر المـلـك الـضِـلّـيـل، امـــرؤ القيس، شـاعـر العرب الجاهلي القديم: تَسْعَى بِزِيْنَتِها لكلِ جَهُولِ الحَرْبُ أَوّلُ ما تكونُ فَتِيّةً عَادَتْ عَجُوزاً غيرَ ذاتِ خَلِيلِ ِحتى إذا اسْتَعَرَتْ وَشَبّ ضِرَامُها وَتَنَكّرَتْ مَكْرُوهَةً لِلشّمِ والتّقْبِيل شَمْطَاءَ جَزّتْ رَأْسَهَا والآن، يقول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنّـه ما زال يرغب في مسار التفاوض والحلّ السياسي مع إيران، بل وأكّد أن إسرائيل وإيران ستتوصلان قريبا إلى السلام، وقال في منشور على حسابه فــي منصة «تــــروث ســوشــيــال»: «تــجــري الآن الكثير مــن الاتــصــالات والاجتماعات. كما صنع مع حرب الهند وباكستان». ثم «عورب» أو «شرقن» ترمب شعاره الشهير «ماغا» إلى ديارنا فقال في منصته تلك إنـه يعتزم جعل الشرق الأوســط «عظيما مرّة أخــرى»! لا نـدري طبيعة تطبيقات هذا الشعار الترمبي الشهير في ديارنا، لكن الرجل يُظهر علامات كثيرة من الواقعية، عكس ما يتهمه خصومه به من التهوّر. على سبيل المثال أوضح أنه «منفتح» على أن يــؤدي الرئيس الـروسـي فلاديمير بـوتـن دور وسـاطـة فـي حرب إسرائيل وإيران. بـــالـــعـــودة لإســـرائـــيـــل، وبـــعـــد تــصــريــحــات نـتـنـيـاهـو الـشـهـيـرة عن تغيير الشرق الأوســط بُعيد قتل قواته لحسن نصرالله ودحر «حزب الله» في لبنان، اعتبر رئيس دولة إسرائيل إسحاق هرتسوغ بالأمس أن الهجمات الإسرائيلية على إيران تهدف إلى تغيير الشرق الأوسط. وأوضــح هرتسوغ، وهـو يتفقد الأحـيـاء المتضررة من القصف الإيــرانــي فـي تـل أبـيـب، أن إسـرائـيـل تـدافـع عـن نفسها، لكنها تدافع أيضا عن الشرق الأوسط، وعن الإنسانية ذاتها، وعن السلام العالمي. ما هو هذا الشرق الأوسط الذي يريد كل طرف في الحرب تشكيله على ذوقـــه؟ شــرق أوســط إيـــران بـشـعـارات: نصرة المستضعفي، أي تصدير الثورة، وتقديس الميليشيات وبرامج ميتافيزيقية سياسية؟! أم شرق أوسط إسرائيل بأحلام: من النهر إلى النهر، ومنع قيام دولة فلسطينية، وتكريس واقع القوة العمياء؟! أم هو شرق أوسط غالبية أهله تحلم بالاستقرار والسلم والحِلم وبمستقبل سليم مُستدام؟! أي من هذه المشارق ينتصر في النهاية ويمحو النسخ السيئة منه؟ حلبة من دون حبال لأول مـــرة مـنـذ بـــدء عـمـلـه الـسـيـاسـي، خانت الــعــبــارات الـصـريـحـة دونـــالـــد تــرمــب قـبـيـل قصف إسرائيل مراكز القوة الإيرانية. في مشقة واضحة، دار حـــــول الــــعــــبــــارات لـــكـــي يــنــفــي تــــــورط أمــيــركــا إلـــى جـانـب إســرائــيــل، وفـــي الــوقــت نـفـسـه، يتعهد بــمــســاعــدتــهــا إذا احـــتـــاجـــت إلــــى ذلـــــك. لــكــنــه قبل ذلــك كــان قـد عــرض «المــســاعـدة» على إيـــران أيضا فـــي «لـحـظـة الأخـــطـــار الـــكـــبـــرى»، وعـشـيـة «الــرعــب الأخير». لم يكن أحد يتوقع أن يقترب العالم من حافة الانــفــجــار إلـــى هـــذا الـــحـــد، ومـــن ثـــم يـتـعـداهـا إلـى الانفجار نفسه، مـطـاولاً أعلى القيادة العسكرية ورمــوز القوة الإيـرانـيـة، مستهدفا، للمرة الثانية في الصراع، قائدَ «الحرس الثوري» نفسه، وأركانَ «الثورة الإسلامية»، عسكراً و«حرسا». كان الجميع يخشى انفلات هذا الكابوس في المنطقة. وهو الثاني من نوعه، الأول في حجمه، عـــنـــدمـــا ضـــربـــت إســــرائــــيــــل مـــصـــانـــع الـــصـــواريـــخ الباليستية في إيــران خـ ل المـرة الأولــى، وعطلت جـــــزءاً كــبــيــراً مــنــهــا. الآن لـــن يـــعـــرف الـــعـــالـــم مــدى الخسائر الكبرى إلا عند التفرغ من إحصائها... هـــــذا إذا تـــوقـــفـــت، أو تــــهــــادنــــت، نــــيــــران المــــعــــارك الــتــي ســتــأخــذ وقــتــا طـــويـــ ً، كــمــا وعــــد نتنياهو الإسرائيليي بأيام الملاجئ المقبلة. عـــانـــت طـــهـــران مـــن نــكــســات كــثــيــرة مــنــذ بــدء «حــرب الأذرع» وفـقـدت أوراقـــا استراتيجية عـدة، أهـمـهـا ســـوريـــا، وتـغـيـر المـشـهـد الـعـسـكـري تماما بكل معادلاته السابقة، وتجلت المخاوف من الرد في تصريحات المسؤولي الإسرائيليي جميعا. فـــالمـــرشـــد لـــم يـــهـــدد هــــذه المـــــرة بــــ«عـــقـــاب شـــديـــد»، بـــل بــ«مـصـيـر مـــؤلـــم»، وهـــو بـالـتـحـديـد مـــا سُـمـي «الــــدمــــويــــات الأخــــيــــرة» فـــي الإعــــــ م الإســرائــيــلــي وبـــعـــض الأمـــيـــركـــي. ومـــــرة أخـــــرى لــجــأ نـتـنـيـاهـو ورجـالـه إلــى التعابير الـتـوراتـيـة لتبرير خطورة الــــقــــرار. إنــــه «المـــصـــيـــر» حــقــا كــمــا يـــقـــول المـــرشـــد، وليس مجرد مرحلة أخــرى. فقد تخطت الغارات فـي المــدن الإيـرانـيـة أي هجوم سـابـق، والأهـــم كان عــدد الاغـتـيـالات وضـحـايـاهـا. لـذلـك كــان الهجوم «تاريخيا»، كما تصفه إسرائيل في عنفه وحجمه، لكنه كـان كذلك أيضا بالنسبة إلـى إيـــران... ليس من السهل محو آثاره ببساطة. قرية إيطالية تُعين «مرشديشوارع» لمواجهة السياحة المفرطة في عصر السياحة المفرطة، وصلت كل وجهة سياحية شهيرة إلـى نقطة الانهيار في إيطاليا. وبالنسبة لقرية «سيرميوني» تلك البقعة الضيقة مـــن الأرض الـــتـــي تُــ مــســهــا مـــيـــاه بــحــيــرة غــــاردا الــزرقــاء المـخـضـرة، جـــاءت تلك اللحظة الحاسمة خـ ل عطلة عيد العمال الطويلة في الـبـ د، مما دفـع القرية الإيطالية العائدة للعصور الوسطى إلــــى تــعــيــن «مـــرشـــديـــن شـــــــوارع» لـتـنـظـيـم تـدفـق الـــزوار وضـمـان السلوك الحسن، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية. فــقــد فــوجــئــت الـــقـــريـــة، الـــتـــي تُـعـتـبـر جــوهــرة مايو (أيـار) 2 في منطقة بحيرات لومباردي، في المــــاضــــي بـــحـــشـــود مــــن الـــســـيـــاح تـــزاحـــمـــت أثـــنـــاء محاولتهم عبور جسرها الحجري الصغير (الذي كــــان يُــســتــخــدم ســابــقــا جـــســـراً مــتــحــركــا) لــدخــول أزقــتــهــا الـضـيـقـة المـتـشـعـبـة. مـــا كــــان يُــفــتــرض أن يـكـون يـومـا ممتعا بــزيــارة قلعة سيرميوني من أو فيلا مغنية الأوبرا الأسطورية ماريا 14 القرن الـ كــــالاس، يتبعه تــنــاول مـعـكـرونـة المــحــار وقيلولة على شاطئ البحيرة، تحول بسرعة إلى كابوس من سكان القرية الدائمي. 200 للسائحي ونحو دقيقة 40 وصــلــت طــوابــيــر الانــتــظــار إلـــى ثـــوانٍ، 10 لـعـبـور الـجـسـر الـــذي يستغرق عـــادة بينما تـزاحـم المـشـاة مـع الـسـيـارات الـتـي تنقل الضيوف الأثرياء إلى فنادقهم. وانتشرتصور ومـقـاطـع الفيديو لـهـذه الـفـوضـى على وسائل الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي، مـمـا دفـــع بسيرميوني (الأكـــثـــر زيــــارة فــي بـحـيـرة غـــــاردا) إلـــى صـــدارة النقاش حول السياحة المفرطة في إيطاليا. وتـــقـــول كـريـسـتـيـنـا فــونــتــانــا (الـــتـــي تمشي يـومـيـا لعملها فــي كـشـك لبيع الـصـحـف): «انـسـد الجسر بالكامل، ووصلت إلى العمل صباحا في الـوقـت المـحـدد، لكن الـعـودة إلــى المـنـزل استغرقت وقتا طويلاً. نعيش على السياحة، لكن هذا اليوم كان استثنائيا». أوضـحـت رئيسة الـبـلـديـة، لـويـزا لافـيـلـي، أن الزحام على الجسر خف سريعا، لكن مع تصاعد الغضب والنقد، اضطرت لاتخاذ إجـراءات عاجلة لمـنـع انـهـيـار الـقـريـة تـحـت وطــــأة الـــــزوار. وتـجـذب مليون سائح سنويا في المتوسط 1.3 سيرميوني (دون حساب الزوار اليوميي)، وخلال عطلة مايو ألــف سـائـح إضـافـي مقارنة 45 هــذا الــعــام، زارهـــا .2024 بعام تزاحم السياح فيشارع بالبندقية الإيطالية (غيتي) لندن: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky