4 الهجوم على إيران NEWS Issue 17000 - العدد Saturday - 2025/6/14 السبت ASHARQ AL-AWSAT خططها قديمة وهجوم «حماس» أخّر تنفيذها سنتين الضربة اإلسرائيلية تسارعت بقفزات طهران «النووية» كـشـفـت مــصــادر أمـنـيـة فــي تــل أبــيــب، عن أن الــحــرب الـتـي شنتها إسـرائـيـل عـلـى إيـــران، فجر الجمعة، كانت جاهزة منذ سنتني، ولكن الـــهـــجـــوم الــــــذي شــنــتــه «حــــمــــاس» فــــي أكــتــوبــر على بـلـدات غــاف غـزة، 2023 ) (تـشـريـن األول عــرقــل املــخــطــط. لـكـن رئــيــس الــــــوزراء بنيامني نتنياهو، ورئـيـس أركـــان الجيش أيـــال زامـيـر، تــوصــا إلـــى قــــرار بـــضـــرورة تـنـفـيـذهـا فــي هـذا الــــوقــــت بــــدعــــوى «الــــحــــصــــول عـــلـــى مــعــلــومــات موثوقة تبني أن إيران قفزت عدة خطوات نحو القدرة على إنتاج قنابل نووية». وهـذا ما اكـده نتنياهو، أمـس (الجمعة)، بـقـولـه إن «الـهـجـوم لـيـس ولـيـد الـصـدفـة، وقـد أمرت بالقضاء على البرنامج النووي اإليراني ». وتـابـع: 2024 ) فــي نوفمبر (تـشـريـن الـثـانـي «كــــان مـــن الــــضــــروري الــتــحــرك وحـــــددت مـوعـد ، (لكن) 2025 ) التنفيذ في نهاية أبريل (نيسان ألســـبـــاب مـخـتـلـفـة، لـــم يـنـجـح األمـــــــر». وتــوقــع نتنياهو «عدة موجات من الهجمات اإليرانية»، ردًا عـلـى الــضــربــات اإلســرائــيــلــيــة عـلـى مـواقـع عسكرية ونــوويــة فـي إيــــران. وأشـــار نتنياهو إلـــــى أن إســـرائـــيـــل أبـــلـــغـــت الـــــواليـــــات املــتــحــدة بخططها ملهاجمة إيـــران قبل تنفيذها. وذكـر نتنياهو، فـي رسـالـة مـصـورة مسجلة: «أتــرك املــوقــف األمـيـركـي لـأمـيـركـيـ . لـقـد أبلغناهم بشكل مسبق. كانوا على علم بالهجوم. ماذا سيفعلون اآلن؟ أتـــرك ذلـــك للرئيس (دونــالــد) ترمب. فهو يتخذ قراراته باستقللية». وتابع: «لـن أتحدث نيابة عنه (تـرمـب). إنـه يفعل ذلك بكل إقناع وحزم. قال إن إيران ال يمكنها امتلك أســلــحــة نــــوويــــة، وال يـمـكـنـهـا امـــتـــاك قــــدرات لتخصيب اليورانيوم». وفــــــــي وقــــــــت ســـــابـــــق أمـــــــــس، قــــــــال تـــرمـــب لصحيفة «وول ستريت جـورنـال» إنـه وفريقه كانوا على علم بخطط إسرائيل للهجوم على إيران. وتـــعـــود هـــذه الـــحـــرب إلـــى قـــــرارات قديمة فــي إســرائــيــل، اصـطـدمـت بـالـكـثـيـر مــن الــتــردد والـــعـــراقـــيـــل. وبــحــســب صـحـيـفـة «مـــعـــاريـــف»، الجمعة، فإن املشروع النووي اإليراني بدأ في عهد الشاه، في سبعينات القرن املاضي. ومع أن إسرائيل كانت على علقة جيدة مع طهران حينها، فقد أمر رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابني، بفحص األمر بعمق حتى تقرر تل أبيب مصلحتها. ولـكـن، قبل الـتـقـدم فـي املـوضـوع، ) إلـــــى الـحـكـم 1979( جــــــاءت ثــــــورة الــخــمــيــنــي وجـمـدت املــشــروع. بيد أن الـحـرب مـع الـعـراق، غـــيّـــرت مـــوقـــف إيــــــران فـــقـــررت إعــــــادة تـفـعـيـلـه. وبـاشـرت إسرائيل عندئذ متابعته بقلق، ألن قــادة الخطاب السياسي اإليـرانـي استخدموا صيغة «تدمير إسرائيل». خطة شارون وفـــي مـطـلـع الـــقـــرن الـــحـــادي والـعـشـريـن، وضـعـت االسـتـخـبـارات العسكرية فـي الجيش اإلسرائيلي تقريرًا أمــام رئيس الــــوزراء أرئيل شــــــارون، يــؤكــد أن طـــهـــران أطــلــقــت مـشـروعـهـا الــنــووي الـــذي يتضمن اسـتـخـراج الـيـورانـيـوم وتخصيبه. وخـــال املــــداوالت طُــرحـت خطتان ملـواجـهـة الـتـطـور الـجـديـد: األولـــى تتحدث عن العمل على إسقاط النظام، والثانية إجهاض املــــشــــروع الــــنــــووي. ولـــخـــص شــــــارون الــنــقــاش بـتـفـضـيـل تــدمــيــر املــــشــــروع الــــنــــووي. وبــاشــر الجيش وضـع خطة، وكلف «املـوسـاد» بتولي مــســؤولــيــة الــعــمــل داخـــــل إيـــــــران. وتــــم اإلعـــــداد للخطة بهدوء وصمت، في زمن حكومة إيهود أوملـــرت، الـــذي قــام بتدمير مفاعل نـــووي بـدأت كوريا الشمالية بناءه في سوريا. وبعد انتخاب نتنياهو لرئاسة الحكومة ، طـرح وزير 2011 بسنتني، وتحديدًا في سنة دفـاعـه إيـهـود بــــاراك، اقـتـراحـا لـضـرب املنشآت النووية اإليرانية. لكن قادة الجيش واملخابرات رفـــضـــوا الــفــكــرة، أوال بـسـبـب االحــتــكــاكــات مع نتنياهو وانعدام الثقة به وبأقواله، وثانيا ألن ضرب إيران في هذه املرحلة غير ضروري. وقــــال رئــيــس املـــوســـاد، مـئـيـر دجـــــان، في حينه: «نـضـرب فقط عندما نشعر بــأن شفرة السكني باتت على الرقبة». ويعد هذا الخلف بـــ الــقــيــادتــ الـسـيـاسـيـة والـعـسـكـريـة بـدايـة انشقاق خطير في املجتمع اإلسرائيلي، تفاقم بـسـرعـة إلـــى مـعـركـة مـكـشـوفـة. وراحــــت منابر نتنياهو والـيـمـ تـديـر حملة تـحـريـض على قيادة الجيش واألجهزة األمنية. لـكـن الـجـيـش و«املـــوســـاد» لــم يتوقفا عن اإلعـــــــداد لـــضـــرب إيـــــــران، حــتــى عــنــدمــا تـوصـل . وقـد 2015 الـــغـــرب إلـــى اتـــفـــاق مـــع طـــهـــران فـــي اسـتـغـلـت إيـــــران الـــوقـــت جــيــدًا لـنـشـر مفاعلها الـــنـــوويـــة عــلــى مــســاحــة واســـعـــة مـــن األراضـــــي الشاسعة، مما جعل إسرائيل غير قـادرة على تدمير املشروع. وصـــــــــارت تـــعـــمـــل فـــــي اتــــجــــاهــــ : إقـــنـــاع الــــواليــــات املــتــحــدة بـعـمـلـيـة حــربــيــة مـشـتـركـة، باعتبار أن الجيش األمـيـركـي يمتلك الـقـدرات واألســلــحــة املـنـاسـبـة لــذلــك، أو الـقـيـام بضربة إسرائيلية مـحـدودة لكن مـؤذيـة تحظى بدعم واشــــنــــطــــن، ســـيـــاســـيـــا ولـــوجـــيـــســـتـــيـــا. وأعـــــدت إســــرائــــيــــل هـــــذه الـــخـــطـــة. وبـــحـــســـب جــــنــــراالت ، وبقي 2023 سابقني، فإنها استكملت في سنة القرار السياسي الذي يصادق على هذه الحرب. 7 وفي هذه األثناء، حصل هجوم «حماس» في ، فتم تجميدها. 2023 ) أكتوبر (تشرين األول والتجميد، ال يعني إسقاط الخطة. فقد بقيت فـــــرق الـــجـــيـــش و«املـــــــوســـــــاد» الــــتــــي تـــعـــد لــهــذه الحرب، تجمع املعلومات. بل إنها أجـرت عدة تــجــارب لفحص الـــقـــدرات اإليــرانــيــة الـدفـاعـيـة. وخرج الجيش باستنتاج أنه قادر على توجيه ضربة يمكنها إقناع إيران بالتوقيع على اتفاق نـــــووي جـــيـــد، تــلــتــزم مـــن خـــالـــه بـالـتـخـلـي عن النووي. لكنه طلب أن يكون موعدها بعد وقف الحرب في غزة. سنة الحرب بــيــد أن الـتـغـيـيـر الـــــذي أحـــدثـــه نتنياهو على قيادة الجيش جلب معه أيضا تغييرًا في املـوقـف. ومـــع أن الـثـقـة بنتنياهو بـــدأت تهتز أيــضــا لـــدى رئــيــس األركـــــان الــجــديــد، فــإنــه قـرر املـضـي قـدمـا فـي اإلعــــداد لـلـحـرب. وكـــان زامير ستكون سنة حــرب على إيــران 2025 أعـلـن أن وغزة. ويرى زامير أن تجربة الضربات السابقة إليران في السنة املاضية وضعف الرد اإليراني، لــيــســا مـــجـــرد تــكـتــيــك تـتــبــعـه طــــهــــران، بــــل هـو ضعف حقيقي. وأكـد «املـوسـاد» هـذا االنطباع من خلل نشاطه العميق في قلب إيران. نـــتـــنـــيـــاهـــو مـــــن جــــهــــتــــه، يــــريــــد الــــحــــرب ألنـــهـــا الــضــمــان الــوحــيــد لـلـبـقـاء فـــي الـحـكـم. وأبــلــغ الـجـيـش أنـــه سـيـصـادق عـلـى أي خطة حربية يقرها. وبحسب بـيـان نتنياهو، في األسـابـيـع القليلة املـاضـيـة، تلقى تـقـريـرًا من االســـتـــخـــبـــارات الــعــســكــريــة يــفــيــد بــــأن إيــــران حققت في الشهور األخيرة قفزات في التقدم فـي مشروعها الـنـووي، لذلك أطلق الضربة. ويـــغـــتـــبـــط نــتــنــيــاهــو بـــالـــحـــصـــول عـــلـــى دعـــم أمــيــركــي كـبـيـر فـــي هــــذه الـــحـــرب. فــالــواليــات املـتـحـدة والــرئــيــس دونــالــد تـرمـب شخصيا، ساهما في حملة تضليل طهران وطمأنتها بأن واشنطن ال تريد توجيه ضربة عسكرية طاملا أن املفاوضات جارية. لكن هناك تحسبا أيـــضـــا مـــن أن تـــرمـــب سـيـطـلـب مـــن نـتـنـيـاهـو وقف الحرب في غزة فورًا، ووقف الحرب على إيران، إلعادة املفاوضات من جديد مع طهران والــتــوصــل إلـــى اتــفــاق ال يـرضـي الـطـمـوحـات واملطامع اإلسرائيلية. تل أبيب: نظير مجلي نتنياهو: كان من الضروري التحرك وحددت موعد التنفيذ في نهاية لكن ألسباب 2025 أبريل مختلفة لم ينجح األمر أرشيفية لنتنياهو يشير فيها إلى خط أحمر رسمه على صورة قنبلة تُستخدم لتمثيل النووي اإليراني أثناء إلقائه كلمة في األمم المتحدة (رويترز) تحذيرات من زيادة الزهو المبني على نجاح االغتياالت في طهران أنباء إسرائيلية عن نيات لتقويض النظام اإليراني فـــــي الـــــوقـــــت الــــــــذي أظـــــهـــــرت فـــيـــه وســـــائـــــل اإلعــــــام اإلسرائيلية صور املواطنني في تل أبيب وهم يستجمون عــلــى الـــشـــواطـــئ، حـــــذرت أوســــــاط رســمــيــة وشــعــبــيــة من املبالغة في الزهو، مناشدة املواطنني أن يأخذوا بجدية التهديدات برد إيراني على عملية «األسد الصاعد» التي أطلقتها إسرائيل ضد إيران. وبينما اعتبرت غالبية الصحف الضربات في إيران شديدة وقاسية، لكنها لن تؤثر على املـشـروع النووي، تحدثت تحليلت عـن أن الـهـدف الحقيقي للضربة هو إسقاط النظام في إيران. إسقاط النظام ورفــــض املـحـلـل الـعـسـكـري فــي صحيفة «يـديـعـوت أحرونوت» وموقع «واينت» اإللكتروني، رون بن يشاي، ادعــــــاءات رئــيــس الــــــوزراء بـنـيـامـ نـتـنـيـاهـو بـــأن هـدف العملية الحربية هـو «إزالـــة التهديد الــوجــودي النووي أو الصاروخي». وقـال إن الجيش اإلسرائيلي استهدف قـــــدرات الـــقـــيـــادة وســيــطــرة «الـــحـــرس الــــثــــوري» اإليـــرانـــي عـلـى الــصــواريــخ والـــطـــائـــرات املــســيّــرة، لـكـن «مـــا زال من غير الـواضـح حجم الـضـرر الــذي لحق بهذه املنظومات اإليرانية». وأعـرب عن اعتقاده بأن الهدف الحقيقي هو إســقــاط الــنــظــام؛ «ألن هــنــاك قـنـاعـة بــأنــه فـقـط إذا سقط النظام، فستكون إسرائيل محررة من نووي إيراني». وأكـد بن يشاي أن اإلدارة األميركية تبلغت مسبقا وقبل وقـت طويل بالهجوم الـذي تم «بعلم وتنسيق مع اإلدارة فــي واشــنــطــن. والـتـصـريـحـات األخـــيـــرة للرئيس تــرمــب ووزيــــر الـخـارجـيـة مــاركــو روبـــيـــو، كــانــت غايتها تحقيق هـدفـ : األول تضليل اإليـرانـيـ كـي يُفاجئهم الهجوم بالرغم من الشائعات التي انتشرت والتوتر في الشرق األوسط. والهدف الثاني هو التوضيح لإليرانيني أن الـــواليـــات املــتــحــدة لـيـسـت ضـالـعـة بـالـضـربـة األولــيــة للحرب». وادعـى بن يشاي أن «الهدف على ما يبدو هو أن تتمكن الواليات املتحدة من أن تقترح على إيران وقف إطـــاق نــار والــعــودة إلــى طـاولـة املـفـاوضـات بعد ضربة البداية التي أنزلتها إسرائيل على إيران، الليلة املاضية». سرية محكمة »، أن إسـرائـيـل بـذلـت جهودًا 24 وكشفت قـنـاة «آي كبيرة للحفاظ على التخطيط لهذا الهجوم بسرية تامة ومحكمة، وبقي في سرية حتى تنفيذه الليلة املاضية. وقالت إن الجلسة التي تمت خللها املوافقة على الضربة االستباقية ضد إيران عُقدت في الساعة الثامنة من مساء الليلة املاضية، وقيل إنها ستبحث في الحرب على غزة، لكنها خُــصـصـت فــي الــواقــع لـلـحـرب عـلـى إيــــران. وحتى يحافظ الــوزراء على األمر سرًا، طُلب منهم أوال التوقيع على تعهد بالحفاظ على السرية؛ ما يعني عدم السماح لهم بتسريب أي شيء. ثانيا، أخذوا هواتفهم ووضعوها في مجمع مغلق، ولـم يسمحوا لهم باملغادرة حتى بدأ دوي االنـــفـــجـــارات يُــسـمـع فــي إيـــــران. وقـــد جـلـسـوا هناك لساعات طويلة، ولـم يسمحوا لهم بمقابلة أي شخص مـن الـخـارج، حتى ال يقول أي منهم أي شـيء عـن طريق الخطأ، وألسباب تتعلق بأمن املعلومات، حتى ال تتسرب هذه املعلومات وتنكشف. كما تصرفت إسرائيل بصورة محكمة جدًا ومحنكة، واســـتـــخـــدمـــت أيـــضـــا دبــلــومــاســيــ أدلــــــوا بـتـصـريـحـات معينة، مثل تغريدة الرئيس ترمب قرب منتصف الليل، والـتـي كتب فيها أن الــواليــات املـتـحـدة ستبذل قصارى جهدها لحل النزاع مع إيران بالطرق الدبلوماسية. سيناريوهات الرد وقـــال مـوقـع «والـــا» اإلخــبــاري إن األجـهـزة األمنيّة تستعد لـعـدة سـيـنـاريـوهـات بعد الـهـجـوم اإلسـرائـيـلـي، منها إطـاق إيـران صواريخ باليستية، يصل مداها إلى ألفَي كيلومتر، وبزنة مئات الكيلوغرامات، وبمقدورها إحداث أضرار وُصفت بأنها «جدية» في إسرائيل. وأشـــار التقرير إلــى أن التقدير األســاســي فـي هذه املــرحــلــة لــــدى أجـــهـــزة األمــــن اإلســرائــيــلــيــة، هـــو أن إيــــران ستطلق عـشـرات الـصـواريـخ تجاه إسـرائـيـل، إلــى جانب هجمات بطائرات مسيّرة. كما رجّحت مصادر أمنية أن تستهدف إيـــران قـواعـد عسكرية، ومـواقـع استراتيجية، وبنى تحتية. وحــذرت من أن فشل إيــران في إسقاط أي طائرة وعودة الطائرات اإلسرائيلية إلى قواعدها ساملة، ال يـجـب أن يــوهــم الــنــاس بـــأن الــحــرب انـتـهـت، بــل يجب االلتزام بتعليمات الجبهة الداخلية. ونقل «والــا» عن مسؤولني إسرائيليني تحذيرهم مـن أن الـــرد اإليــرانــي بـمـقـدوره التسبّب فـي دمـــار واسـع فـي عـدة مـواقـع، وفـي مقتل مدنيني وجـنـود فـي الجيش اإلسرائيلي. » اإلســرائــيــلــيــة، أن الـتـقـديـرات 13 وذكـــــرت «الــقــنــاة فـي إسـرائـيـل تشير إلــى أن «رد إيـــران سيأتي على عدة دفـــــعـــــات»، ســـتـــكـــون «أوّلـــــهـــــا، إطــــــاق مـــئـــات الـــصـــواريـــخ الباليستية». تل أبيب: «الشرق األوسط» أنشأ قاعدة مُسيّرات متفجرة في إيران لتنفيذ العملية ما دور «الموساد ــ فرع طهران» في عملية «األسد الصاعد»؟ كشفت إسرائيل، بعد ساعات من بدء عمليتها العسكرية «األســـد الـصـاعـد» ضـد إيــــران، عـن دور كـبـيـر يــقــوم بـــه جــهــاز اســتــخــبــاراتــهــا «املــــوســــاد»، منذ سـنـوات داخــل األراضـــي اإليـرانـيـة، خصوصا العاصمة طهران؛ حيث أنشأ فرعا له. وقــــال مــصــدر أمــنــي إســرائــيــلــي، الـجـمـعـة، إن قـــــوات خـــاصـــة تــابــعــة لــــ«املـــوســـاد» قـــــادت سلسلة عـمـلـيـات ســريــة فـــي عـمـق إيــــــران، سـبـقـت ضـربـات أن هــــذه الــعــمــلــيــات تضمنت الــجــمــعــة، مــوضــحــا نشر أسلحة دقيقة التوجيه في مناطق مفتوحة، قـــرب مــواقــع أنـظـمـة صــواريــخ سـطـح-جـو إيـرانـيـة، واســتــخــدام تـقـنـيـات مـتـطـورة ضــد أنـظـمـة الــدفــاع الجوي اإليرانية، وإنشاء قاعدة لطائرات هجومية مُسيَّرة قرب طهران. وكــــشــــف املـــــصـــــدر عـــــن الــــخــــطــــوط الـــعـــريـــضـــة لـــلـــعـــمـــلـــيـــة الـــعـــســـكـــريـــة الــــتــــي شـــنـــتـــهـــا إســــرائــــيــــل ضـــد إيــــــران، فــجــر الـــيـــوم الــجــمــعــة، الــتــي تضمنت عـمـلـيـة مــشــتــركــة لـلـجـيـش اإلســـرائـــيـــلـــي، ووكـــالـــة االسـتـخـبـارات الـخـارجـيـة اإلسـرائـيـلـيـة «املــوســاد» والصناعات الدفاعية اإلسرائيلية. واستندت العملية إلى سنوات من التخطيط الدقيق، وجمع املعلومات االستخباراتية والنشر املبكر لـلـقـدرات السرية فـي العمق اإليــرانــي، وفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» اإلسرائيلية. وكشف املصدر أيضا أنه قبل فترة طويلة من الهجوم، أُنشئت قاعدة للطائرات املُسيّرة املتفجرة، من خلل عملء «املوساد»، بالقرب من طهران. وجرى تفعيل املُسيّرات خلل الليل، وإطلقها تــجــاه مـنـصـات إطــــاق صـــواريـــخ أرض-أرض في قــاعــدة «إســبــاغ آبــــاد»؛ أحـــد املــواقــع املـركـزيـة التي تُـــهـــدد إســـرائـــيـــل بــشــكــل مـــبـــاشـــر، وفـــقـــا لـلـتـقـريـر. وأظهرت هذه الضربة أن حرب تل أبيب على طهران مشروع طويل املدى بُني على ذراعني أساسيتني: الجيش بقواته املختلفة، واملخابرات. وفي حني تُصر إيـران على الرواية القائلة إن الــضــربــات األســاســيــة جـــرت مــن الـــخـــارج بـواسـطـة سلح الجو، ألن توجيه الضربات من الداخل يدل على ضعف أمني واخـتـراق كبير، تصر إسرائيل، في املقابل، على أن ذراع االستخبارات «املوساد» أدت دورًا جـوهـريـا أسـاسـيـا داخـــل إيــــران، ونـفّــذت سلسلة اغتياالت طالت قادة في «الحرس الثوري» والجيش اإليراني، وأعد بنك أهداف ثمينا. وأكـــــد مـــصـــدر أمـــنـــي فـــي تـــل أبـــيـــب، الـجـمـعـة، أن «املـــوســـاد» أقـــام «فـــرعـــا» لــه فــي طـــهـــران، فجمع مـعـلـومـات عــن قـــادة «الـــحـــرس الـــثـــوري» والجيش وعلماء الذرة، وزرع أجهزة عدة في عشرات املواقع، ونـفَّــذ عملية تفجير فـي قـواعـد إطــاق الصواريخ وبالقرب من املنشآت النووية. ومــع أن هــذا النشر يـنـدرج فـي إطـــار الدعاية والحرب النفسية، وينبع، في كثير من األحيان، من التبجح والغطرسة والغرور؛ وهي صفات تقليدية لـدى قــادة إسرائيل، لكن نتائج الضربات األولية تدل على أنها تعتمد أيضا على معلومات ووقائع، فقد تمكنت إسرائيل، على مدى السنوات األخيرة، من تنفيذ عمليات كبيرة وخطيرة على األراضـي اإليرانية، وال يمكن أن تكون قد نفّذت فحسب من الخارج. ومــــمــــا نُــــشــــر فــــي وســــائــــل اإلعــــــــام الـــعـــبـــريـــة، الـــجـــمـــعـــة، أن نـــشـــاط «املــــــوســــــاد» عـــلـــى األراضــــــي اإليـــرانـــيـــة قـــديـــم، لـكـنـه اكـتـسـب زخــمــا خــاصــا قبل سنتني، عندما بدأ التحضير لهذه الحرب، كاشفة أن «املــوســاد» أقـــام عمليا قـاعـدة لـه «فـــرع املـوسـاد فــي طـــهـــران»، وأنــــه ينتشر عـلـى مـسـاحـة شاسعة من األرض في إيران، ويمتلك أجهزة عدة متطورة وأسطول وسائل نقل. فقد بدأ «املوساد» عمليات اغتيال داخل إيران شملت أربــعــة مــن الـعـلـمـاء الــنــوويــ هــم مسعود مـحـمـدي، ومجيد شـهـريـاري، وداريــــوش رضائي نجاد، ومصطفى أحمدي روشــن، في قلب طهران ، إذ اغــتــال ثـاثـة منهم 2012 و 2010 ْ خـــال عــامــي باستخدام قنابل مغناطيسية، في حني قتل الرابع بإطلق الرصاص عليه أمام منزله. ، قامت 2020 ) وفـــي نوفمبر (تـشـريـن الـثـانـي خلية للموساد باغتيال العالِم محسن فخري زادة، الذي يُعد رئيس املشروع النووي، وذلك عندما كان متجها إلى عطلة مع زوجته. لكن الضربة الكبرى التي وجّهها «املوساد» ، عــنــدمــا ســرق 2018 إلــــى إيـــــــران، كـــانـــت فـــي ســنــة ألف 50 األرشيف النووي من قلب طهران، وتضمَّن قرصا مدمجا جرى نقلها بشاحنات. 163 وثيقة، و ، كشف يـوسـي كـوهـ ، الـــذي أمر 2021 وفــي سنة بتنفيذ العملية عـنـدمـا كـــان رئـيـسـا لـــ«املــوســاد»، معلومات صـادمـة، فـأوضـح أن فريقا لــ«املـوسـاد» عنصرًا، ليس بينهم أي مواطن إسرائيلي، 20 من عمل على األراضـــي اإليـرانـيـة طيلة سنتني، حتى تـمـكّــن مـــن مـعـرفـة مــكــان األرشـــيـــف ومـــا يـحـتـويـه، واستطاع سرقته من املخازن السرية في طهران، ساعات، دون أن يكتشفهم 7 في عملية استغرقت أحد. وقـــال إن العملية، الـتـي أُديــــرت مـن تـل أبيب، نُــفّــذت بعد أن قـام الفريق بتعطيل أجـهـزة اإلنــذار خزانة تحتوي 32 وإزالـــة أبــواب املستودع، وفتح على املـــواد. ولكيل يلفت تـحـرك الشاحنة النظر، استأجر الفريق عشر شاحنات فـي جميع أنحاء منطقة طهران. الــحــكــومــة اإليـــرانـــيـــة وكــــل الــنــاطــقــ بـلـسـان «الــحــرس الـــثـــوري» أعـلـنـوا أن هـنـاك مـبـالـغـات في تـقـيـيـم الــغــنــائــم، لـكـنـهـم، فـيـمـا بــعــد، تــحــدثــوا عن «إلـــــقـــــاء الـــقـــبـــض عـــلـــى جــمــيــع اإلرهــــابــــيــــ الـــذيـــن ساعدوا (املـوسـاد)»، واتهموا املعارضة اإليرانية بذلك؛ من منظمة مجاهدي خلق. لكن اإلسرائيليني يؤكدون أنهم لم يعتمدوا على منظمات املعارضة السياسية، بل على أناس كانوا قد تعرضوا لقمع دمـــوي مـن السلطة وأرادوا االنـتـقـام، وكـذلـك على جهات مرتزقة تعمل من أجل املال، وعلى مساعدة استخبارات أجنبية، وغربية باألساس، ممن لديها مصلحة في إجهاض املشروع النووي اإليراني. 30 » ويقول اللواء «أ»، الذي خدم في «املوساد سنة وسُرِّح من الخدمة قبل سنتني، إن «إيران دولة إقليمية عظمى تتمتع بقوى كبيرة وتكنولوجيا نـاجـعـة، لـكـن الـنـظـام اإليـــرانـــي، الـــذي يعمل تحت سـيـطـرة رجــــال ديـــن مـتـشـدديـن ال يـمـلـكـون أدوات الـــعـــمـــل الـــســـيـــاســـي والـــعـــســـكـــري واالســـتـــخـــبـــاري، يديرون الدولة بقبضة حديدية وينشئون بأيديهم أعداء كثيرين من شعبهم نفسه، فضل عن األعداء في املنطقة والعالم، جعل مهمات (املوساد) تنجح، واحدة تلو األخرى». وأضاف، في حديث، ملوقع منظمة «األمنيون» الــيــمــيــنــيــة، الـــتـــي يــنــشــط فــــي صـــفـــوفـــهـــا، أن فِــــرق «املوساد» عملت جنبا إلى جنب مع االستخبارات الــعــســكــريــة الــتــابــعــة لـلـجـيـش اإلســـرائـــيـــلـــي، ومــع فـريـق مـن الصناعات العسكرية، الـــذي رافـــق عمل «املـــــوســـــاد»، طــيــلــة الــــوقــــت، لــكــي يـــــدرس مـيـدانـيـا احتياجات املعركة ضد إيران. تل أبيب: نظير مجلي
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==