دمشق تسحب «سلاح خلايا الفلول» بدير الزور وتعتقل منتسبين سابقين لـ«الحرس الثوري»

القرار صدر بعدما ثبت «استخدام هذه الأسلحة في تنفيذ جرائم قتل وتهديد»

محافظ دير الزور غسان السيد أحمد يتفقد سير العملية الأمنية الجارية في الميادين
محافظ دير الزور غسان السيد أحمد يتفقد سير العملية الأمنية الجارية في الميادين
TT

دمشق تسحب «سلاح خلايا الفلول» بدير الزور وتعتقل منتسبين سابقين لـ«الحرس الثوري»

محافظ دير الزور غسان السيد أحمد يتفقد سير العملية الأمنية الجارية في الميادين
محافظ دير الزور غسان السيد أحمد يتفقد سير العملية الأمنية الجارية في الميادين

مع انتهاء المراحل الأولى من العملية الأمنية في محافظة دير الزور، أصدرت قيادة الأمن الداخلي في المحافظة قراراً يقضي بمنع حيازة فلول النظام السابق السلاح، أو امتلاك أسلحة. وتركزت الحملة الأمنية على مدينة الميادين قرب الحدود مع العراق، وأسفرت عن اعتقال عشرات المطلوبين، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

وأعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، العقيد ضرار الشملان، إنجاز 85 في المائة من الحملة الشاملة الهادفة لاجتثاث «مصادر الفوضى والتهديد الأمني»، وقال إن قراراً «حازماً» صدر «بمنع امتلاك السلاح أو حيازته بجميع أنواعه، من قبل فلول النظام البائد وأعوانهم، نظراً لما يمثله ذلك من تهديد لأمن واستقرار المجتمع».

وكشف الشملان عن أن القرار صدر بعدما ثبت «استخدام هذه الأسلحة في تنفيذ جرائم قتل وتهديد»، معلناً انتهاء المرحلتين الثانية والثالثة من الحملة الأمنية، ومن المقرر استكمالها لتشمل بقية المناطق في محافظة دير الزور.

وجاءت الحملة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور بمحاذاة الحدود مع العراق، وفي المناطق التي كانت تخضع للنفوذ الإيراني في عهد النظام السابق، وسط مخاوف من احتمال استخدام إيران خلايا الفلول للقيام بعمليات في الأراضي السورية، مع تواصل التصعيد في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وإيران، بهدف توسيع دائرة الصراع، وتخفيف وطأة الضربات الموجهة من إسرائيل إلى إيران.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية في دير الزور، أن الحملة استهدفت سحب السلاح في الميادين. وكان هناك حذر شديد في المداهمات تقديراً لطبيعة المنطقة العشائرية، وتمت الحملة بالتنسيق مع وزارة الدفاع التي طوقت قواتها منطقة الحملة مع فرض حظر تجول، وكان هناك حرص على التعاون مع الأهالي وزعماء العشائر. وحسب المصادر، فإن القيادة السورية تعول على زعماء العشائر في ترسيخ الأمن شرق البلاد.

الأسلحة المصادرة في الميادين (محافظة دير الزور)

ونفَّذت قوات الأمن الداخلي يومَي الاثنين والثلاثاء عمليات مداهمة «دقيقة» وتفتيش لعدة أحياء في مدينة الميادين، وصادرت كميات من الأسلحة كانت تستخدم خارج إطار القانون، وفق ما قاله العقيد ضرار الشملان الذي توعَّد في بيان رسمي فلول النظام السابق باتخاذ إجراءات رادعة، في حال ضُبط بحوزة أي منهم سلاح غير قانوني، مهيباً بالأهالي «التعاون الكامل مع قوات الأمن، والتبليغ عن أي حيازة غير قانونية للسلاح».

وقال إن الحملة «مستمرة، ولن تتوقف حتى يرسخ الأمن، ويُزال كل تهديد يمس استقرار المنطقة». وحسب الشملان فإن «يد العدالة ستطول كل من تلطخت يداه بدماء أبناء المحافظة، سواء بالتحريض أو بالفعل، حتى لو كانت مشاركته بعدسة كاميرا توثق جرائم أو تحرِّض عليها، فالمحاسبة تشمل كل أشكال التواطؤ».

وأفادت وسائل إعلام محلية باعتقال الإعلامي مجد العيسى، في مدينة دير الزور، يوم الثلاثاء، وهو أحد الإعلاميين العاملين في وسائل إعلام تابعة لميليشيات الدفاع الوطني في النظام السابق.

من الأسلحة المصادرة في مدينة الميادين (محافظة دير الزور)

مصادر أهلية في دير الزور قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه تم اعتقال عشرات، وهناك من قدر أعداد المعتقلين بأكثر من سبعين شخصاً، بتهم متعددة، كحيازة السلاح بشكل غير قانوني، وتجارة المخدرات، والتهريب، وارتكاب جرائم قتل، أو تجاهل إجراء تسوية.

وحسب المعلومات، فإن أكثر من ثلث الموقوفين كانوا من المرتبطين بـ«الحرس الثوري» الإيراني والميليشيات التابعة له. وأكدت المصادر أن هؤلاء معروفون لأهالي المنطقة، وكانوا مصدر قلق لهم، مع الإشارة إلى وجود استياء لدى الأهالي من «تأخر الحكومة في وضع حد لهم وملاحقتهم»، ولا سيما أن أعداداً منهم انتسبوا للأمن العام، وعادوا لممارساتهم وتجاوزاتهم السابقة في الفساد والتهريب.

ولفتت المصادر إلى حالة هروب موقوفين جنائيين من أحد سجون الشرطة في مدينة دير الزور، اليوم (الثلاثاء)، ولم تستبعد المصادر أن تكون عملية الهروب بمساعدة عناصر فاسدة في الأمن الداخلي، وقالت: «خلال الفترة الماضية تفاقم الشعور لدى غالبية أبناء المناطق الشرقية العرب، بأن القيادة تتجاهل منطقتهم التي عانت خلال عهد النظام السابق من التهميش والتدمير الواسع».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تهدم 16 منزلاً في ريف القنيطرة مستغلة ضجيج الحرب

المشرق العربي جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الحميدية بريف القنيطرة الأوسط (متداولة)

إسرائيل تهدم 16 منزلاً في ريف القنيطرة مستغلة ضجيج الحرب

هدم الجيش الإسرائيلي 16 منزلاً على الأقل، في قرية الحميدية بريف محافظة القنيطرة الشمالي، وفق مصادر في المنطقة.

موفق محمد (دمشق - القنيطرة)
المشرق العربي انتشار قوى الأمن الداخلي خلال الحملة الأمنية في مدينة جاسم شمالي درعا (محافظة درعا تلغرام)

ضبط مستودع صواريخ غراد في جنوب سوريا

أعلنت وزارة الداخلية السورية ضبط مستودع يحتوي على صواريخ من طراز «غراد» في ريف درعا الغربي في جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أضرار مادية في ريف درعا جراء سقوط بقايا القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران (سانا)

تساقط بقايا طائرات وصواريخ على منازل الأهالي في جنوب سوريا

سقطت، يوم الاثنين، طائرة مُسيّرة إيرانية فوق أحد المنازل بالحي الشمالي من مدينة نوى في ريف درعا الغربي، بعدما اعترضتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

موفق محمد (دمشق - درعا)
المشرق العربي نازحة سورية من ريف حلب تحمل معها قطتها بينما تستعد لإكمال عمليات الخروج أمام إدارة مخيم الهول (الشرق الأوسط)

خروج أول دفعة من نازحي «الهول» نحو حلب بالتعاون بين الحكومة والإدارة الذاتية

غادرت عشرات العوائل مخيم الهول الواقع شمال شرقي سوريا واتجهت نحو مناطقها الأصلية في محافظة حلب، ضمن ما أطلق عليه «قافلة الأمل».

كمال شيخو (القامشلي (سوريا))
المشرق العربي الحملة الأمنية في البوكمال قرب الحدود السورية - العراقية لملاحقة تجار المخدرات والسلاح الشهر الماضي (محافظة دير الزور)

دمشق تشن حملة أمنية في مناطق الحدود مع العراق

أطلقت دمشق حملة أمنية شرق سوريا على الحدود مع العراق في خطوة وقائية.

سعاد جرَوس (دمشق)

بالقرب من نقاط توزيع المساعدات... مقتل 30 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على غزة

حمل فلسطينيون أكياساً وصناديق من الطعام والمساعدات الإنسانية التي جرى تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة شمال القطاع (أ.ب)
حمل فلسطينيون أكياساً وصناديق من الطعام والمساعدات الإنسانية التي جرى تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة شمال القطاع (أ.ب)
TT

بالقرب من نقاط توزيع المساعدات... مقتل 30 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على غزة

حمل فلسطينيون أكياساً وصناديق من الطعام والمساعدات الإنسانية التي جرى تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة شمال القطاع (أ.ب)
حمل فلسطينيون أكياساً وصناديق من الطعام والمساعدات الإنسانية التي جرى تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة شمال القطاع (أ.ب)

أفادت مصادر طبية بمقتل 30 مواطناً فلسطينياً؛ 11 منهم بالقرب من نقاط توزيع المساعدات الأميركية، على أثر قصف إسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء.

ووفق المركز الفلسطيني للإعلام، «استشهد ثمانية مواطنين، وأُصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلاً في محيط مسجد علي بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة».

وأشار إلى «استشهاد ستة مواطنين، وإصابة عدد آخر، جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة».

وقع القصف بالقرب من نقاط توزيع المساعدات الأميركية (أ.ب)

وأفادت مصادر محلية بسماع دويّ انفجارات كبيرة في جباليا البلد، شمال قطاع غزة، ناجمة عن نسف الجيش الإسرائيلي منازل سكنية.

وكشف المركز عن «استشهاد 11 مواطناً، وإصابة أكثر من 100 آخرين، جراء قصف الاحتلال المواطنين المجوَّعين الذين يترقبون المساعدات على شارع صلاح الدين، وسط قطاع غزة».

فلسطينيون يحملون أكياساً وصناديق من الطعام والمساعدات الإنسانية التي جرى تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة شمال القطاع أول من أمس (أ.ب)

ولفت إلى «استشهاد خمسة مواطنين، وإصابة آخرين، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين بمنطقة العطار في مواصي خان يونس».