«الجونة»... هواها مصري وثقافتها أوروبية

وجهة الرياضيين ومحبي الأنشطة الترفيهية

الجونة تتمتع بتصميمات معمارية أنيقة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
الجونة تتمتع بتصميمات معمارية أنيقة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

«الجونة»... هواها مصري وثقافتها أوروبية

الجونة تتمتع بتصميمات معمارية أنيقة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
الجونة تتمتع بتصميمات معمارية أنيقة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

على ساحل البحر الأحمر المصري، وعلى بُعد نحو 20 كيلومتراً، شمال مدينة الغردقة، يكون منتجع الجونة وجهةً مثاليةً على مدار العام، فالإجازات الشتوية هناك تنتظر الزائر للاستمتاع بطقس لا مثيل له، وخلال الصيف لا يوجد أفضل من ممارسة الأنشطة البحرية المثيرة، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الاسترخاء والمغامرة.

ولا تعد الجونة مجرد منتجع مصري تقليدي، بل هي عالم آخر له طابع أوروبي، يقدم تجربة سياحية استثنائية تجمع بين سحر الشرق ورفاهية الغرب. فبمجرد الدخول إليها، سيشعر الزائر كأنه انتقل إلى مدينة أوروبية ساحرة، فمبانيها تتسم بتصميم معماري أنيق، مستوحى من الأنماط المتوسطية والإيطالية، وفيها قنوات مائية متعرجة، كما تنتشر فيها المراسي على المستوى العالمي المليئة باليخوت الرائعة، كلها عناصر تضفي على المدينة طابعاً مميزاً.

رحلات اليخوت والصيد أحد الأنشطة المميزة في الجونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لا يقتصر الطابع الأوروبي على المظهر الخارجي فقط، بل يمتد ليشمل نمط الحياة اليومية، في أماكن تناول الطعام والترفيه والشواطئ الهادئة، مع عدد لا يحصى من المرافق، والكثير من خدمات النقل للتنقل بسهولة.

خلال الأعوام الماضية أصبحت الجونة وجهة العطلات المفضلة للمصريين والأجانب، بما توفره من مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية التي تناسب جميع الأذواق والأعمار، والتي تستعرضها «الشرق الأوسط» فيما يلي:

الشواطئ والترفيه

الجونة تعد جنة للترفيه، فما عليك إلا ترك صخب الحياة وراء ظهرك وإعطاء الفرصة لجسدك، وعقلك، وروحك بالتجدد، حيث يمكنك أن تبدأ يومك بالشاطئ، جميع الفنادق والعقارات الخاصة في الجونة تتمتع بإمكانية الوصول إلى الشواطئ الرملية، بما يسمح بخيار السباحة في البحيرات المتعرجة أو المياه المفتوحة، كما تتوفر حمامات السباحة.

وخلال ساعات وجودك ستكون الفرصة أمامك للاستمتاع بالطقس المعتدل ومشهد المياه الصافية، كما يعد الاستلقاء تحت أشعة الشمس خياراً مثالياً في الجونة، إذ توفر النوادي الشاطئية العديدة في الجونة أماكن مريحة للاستلقاء تحت أشعة الشمس، مع الموسيقى الرائعة وتناول المشروبات. أما مع اقتراب اليوم من نهايته فيمكنك استغلال الغروب في شحن طاقتك بمشهده الرائع مع الاستمتاع بالهدوء والجمال الطبيعي الخلاب.

الغولف أحد الأنشطة التي تضفي على الجونة طابعا مميزا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

الرياضات المائية والتزلج

تجذب العشرات من محطات الطائرات الورقية والبحيرات الزرقاء الصافية والرياح الرائعة بالجونة عشاق ركوب الأمواج بالطائرة الورقية من جميع أنحاء العالم، حيث توفر سهولة الوصول إلى المياه والمياه الضحلة الظروف المثالية لممارسة وتعلم هذه الرياضة المائية. وهذه المحطات مجهزة تجهيزاً جيداً لكل مستوى من راكبي الأمواج، وعادةً ما توفر مناطق للاسترخاء والمطاعم ليوم كامل من الرياضة والراحة.

تتمتع الجونة أيضاً بأفضل ظروف التزلج الشراعي في مصر، بسبب الرياح والمياه المسطحة، ومناطق الوقوف الضحلة للمبتدئين والمياه الأكثر اضطراباً للمتزلجين المتقدمين. كما تعدُّ الجونة موطناً لإحدى أكبر حدائق التزلج على الماء في العالم، وهي مجهزة تجهيزاً كاملاً لعشاق المياه من جميع المستويات، من المبتدئين إلى الخبراء.

التواجد على الشواطئ الرملية بداية مميزة ليوم مثالي في الجونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

الغوص والصيد

المياه الهادئة تجعل الجونة المكان المثالي لممارسة رياضة الغوص لاستكشاف الحياة البحرية الغنية، وستكون لدى الزائر إمكانية تعلّم الغوص في العديد من مراكز الغوص داخل وخارج الفنادق، كما يمكن للغواصين والغواصين ذوي الخبرة الذهاب في رحلات بالقارب أو اليخوت خارج شواطئ الجونة، لاستكشاف أماكن الغوص الرائعة وسط الشعاب المرجانية.

وتُعدُّ مارينا «أبوتيج» واحدة من أفخم المناطق في الجونة، وقد تم تطويرها خصيصاً لاستقبال عشرات اليخوت السياحية الكبيرة لضيوف المنتجع، في فصلي الخريف والشتاء.

كما تحظى رحلات الصيد بشعبية كبيرة بين هواة ومحترفي الصيد، حيث يمكن استئجار قارب أو يخت لممارسة الصيد.

المياه الزرقاء والرياح الرائعة تجعل الجونة وجهة مثالية لعشاق الرياضات المائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

أنشطة للمرح

لدى الجونة مجموعة من الأنشطة التي تبقي زائرها مستمتعاً، حيث توفر ملعبين مذهلين للغولف، مكونين من 18 حفرة لجميع مستويات اللاعبين، والملعبان يوفران فرصة اللعب طوال العام مع إطلالات خلابة على البحر. كما يمكن ممارسة لعب الكرة الطائرة الشاطئية أو التنس في العديد من الملاعب والشواطئ.

كما يمكن استكشاف الجونة بالدراجة أو السيجواي أو السكوتر، أو التمتع بركوب الخيل على الشاطئ، أو قضاء وقت ممتع في أحد أكبر الملاهي المائية في العالم.

كذلك يمكن التمتع بما تستضيفه الجونة من فعاليات ومهرجانات رياضية وثقافية وفنية ذات المستوى العالمي، مثل بطولة الجونة المفتوحة للإسكواش، وسباقات اليخوت الشراعية، وبطولات صيد الأسماك، ورالي السيارات، كما تشتهر الجونة بتنظيم مهرجان الجونة السينمائي الدولي، الذي يجذب نجوم السينما من جميع أنحاء العالم.

الجونة وجهة مثالية تنبض بالروح الأوروبية لعشاق الاسترخاء والمغامرة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تناول الطعام والحياة الليلية

لا وقت للملل في الجونة، فبعد يوم كامل من الشمس والمرح والرياضة، يمكن التوجه إلى منطقة وسط المدينة «الداون تاون» أو مارينا أبوتيج، حيث ستجد مجموعة متنوعة من خيارات تناول الطعام والتسوق والحياة الليلية.

تضم الجونة مجموعة متنوعة من المطاعم والنوادي الليلية، التي تتنوع مأكولاتها بين الوجبات الخفيفة على الشاطئ إلى المأكولات الفاخرة، فمع التجول في وسط المدينة أو مارينا أبوتيج أو منطقة ميدان تمر حنة، فهناك عشرات المطاعم التي تسمح بتذوق أكثر من اثني عشر مطبخاً، بما في ذلك المطبخ الفرنسي والإيطالي والسويسري والهندي والصيني والفيتنامي والبيروفي والتايلاندي واللبناني، إلى جانب المأكولات البحرية المصرية الطازجة.

مارينا "أبو تيج" واحدة من أفخم المناطق في الجونة باستقبالها عشرات اليخوت السياحية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كما تضم النوادي في المارينا العروض الموسيقية الحية التي تستمر حتى الساعات الأولى من الصباح، أما الفنادق الكبيرة فتضم برامجها حفلات ترفيه عائلية في المساء، مع مغنيي الكاريوكي والراقصين، كذلك ومع حلول الليل، تتحول العديد من النوادي الشاطئية إلى نوادٍ ليلية تنبض بالموسيقى.

في المساء أيضاً يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي في شوارع الجونة الأنيقة وحول بحيراتها الخلابة، ومشاهدة المناظر الساحرة والطراز المعماري الفريد الذي يميز المدينة، أو يمكن ترتيب رحلات صحراوية بعربات الرمل أو الدراجات الرباعية أو سيارات الجيب لاستكشاف الوديان والصحراء مع البدو.


مقالات ذات صلة

قصرنبا اللبنانية... بلدة بقاعية تعبق برائحة الورود

سفر وسياحة مجموعات من لبنان وخارجه تقصد قصرنبا للمشاركة بقطاف الورد ( إنستغرام)

قصرنبا اللبنانية... بلدة بقاعية تعبق برائحة الورود

تشتهر بلدة قصرنبا البقاعية بمروج الزهور التي تغطي مساحات كبيرة من أراضيها. فأهل هذه القرية ينشغلون في فصل الربيع بقطاف الورد.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة رحلات مائية في أورلاندو (نيويورك تايمز)

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في أورلاندو بفلوريدا؟

تعني الرحلة إلى وسط فلوريدا لمعظم الزائرين، زيارة أحد المتنزهات الترفيهية، بما في ذلك «والت ديزني وورلد»، و«يونيفرسال ستوديوز فلوريدا»

إيلين داسبين (فلوريدا)
أوروبا تتمتع إسبانيا بأماكن سياحية جاذبة حتى لتصوير الأعمال السينمائية (إ.ب.أ)

إسبانيا: مخاوف من زيادة عدد السائحين وسط توقعات باستقبال 100 مليون سائح هذا العام

قال وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو إن بلاده قد تستقبل هذا العام ما يصل إلى 100 مليون سائح، وفقاً لبعض التقديرات.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
خاص جانب من زوار فعاليات «موسم الرياض» (واس)

خاص السياحة السعودية... ركيزة اقتصادية جديدة تُوازي النفط بحلول 2030

تستهدف السعودية جعل القطاع السياحي رافداً رئيسياً للناتج المحلي الإجمالي، ليصبح بمنزلة النفط في دعم الاقتصاد الوطني بحلول عام 2030، عبر رفع مساهمته إلى 10%.

آيات نور (الرياض)
سفر وسياحة التنظيف جزء من تربية الأطفال السليمة (الشرق الاوسط)

النظافة في اليابان «وسواس قهري» جماعي يسحر السياح

«طوكيو، أنظف مدينة في العالم»، هكذا يقال. لكنك بعد التجوال خارج العاصمة، تكتشف أن علاقة اليابانيين بالنظافة ليست كأي شعب آخر.

سوسن الأبطح (طوكيو)

قصرنبا اللبنانية... بلدة بقاعية تعبق برائحة الورود

مجموعات من لبنان وخارجه تقصد قصرنبا للمشاركة بقطاف الورد ( إنستغرام)
مجموعات من لبنان وخارجه تقصد قصرنبا للمشاركة بقطاف الورد ( إنستغرام)
TT

قصرنبا اللبنانية... بلدة بقاعية تعبق برائحة الورود

مجموعات من لبنان وخارجه تقصد قصرنبا للمشاركة بقطاف الورد ( إنستغرام)
مجموعات من لبنان وخارجه تقصد قصرنبا للمشاركة بقطاف الورد ( إنستغرام)

تشتهر بلدة قصرنبا البقاعية بمروج الزهور التي تغطي مساحات كبيرة من أراضيها. فأهل هذه القرية ينشغلون في فصل الربيع بقطاف الورد. ويحوّلونه إلى منتجات عدة بينها ماء وشراب وزيت الورد. وكذلك يحوّلونه إلى قطع شاي يتم غليها وشربها. فالورد يعدّ من المكونات الطبيعية ذات الفوائد الكثيرة للصحة.

تروي أم عدنان المشهورة بصناعة ماء الورد في قصرنبا، بأن هذا الموسم يمتد لفترة محدودة، تقتصر على شهري أبريل (أيار) ومايو (أيار). وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يستغرق الموسم نحو 20 يوماً تقريباً، خلاله نقطف الورد الدمشقي. وهو ورد مشهور بنوعيته الممتازة ورائحته العطرة ولونه الزهري».

الصغار كما الكبار يشاركون في قطاف الورد (إنستغرام)

يُزرع هذا الورد على هيئة شتلات تتحوّل مع الوقت إلى أشجار. تتفتّح براعمه في شهر أبريل. ويتم قطفه يومياً في الصباح الباكر. وهنا يتدخّل ابن أم عدنان مختار ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا نقوم بمهمتنا باكراً في الصباح؟ لأن الورد يكون نديّاً لم يتعرّض بعد لأشعة الشمس. كما يغيب النحل عن التحليق في الجو. فنقوم بقطفه براحة أكبر، ويكون محتفظاً بجميع خصائصه».

أما المراحل التي تمر بها صناعة ماء الورد فتذكرها أم عدنان: «أولاً، وبعد قطف الورد نقوم بتنقيته وتفتيح أوراقه. ومن ثم نضعه في المياه الساخنة في وعاء نحاسي. ويتم إقفاله وإيصاله بالـ(كركة)، وهي الآلة التي نستخدمها لتقطير ماء الورد».

في هذا الوقت يتجمّع بخار الورد المنقوع بالمياه الساخنة. ويمرّ في القسطرة المخصصة له، على أن يتم تبريده دائماً كي يتحوّل البخار إلى ماء.

يزرع الورد على مساحات واسعة من أراضي القرية (إنستغرام)

وتعدّد أم عدنان أنواع المنتجات التي يمكن استخراجها من الورد. «هناك زهور الورد التي نشربها كالشاي، وكذلك زيت الورد الذي يستعمل للبشرة. والورد المطحون الذي يضاف إلى الكبّة أثناء تحضيرها في الجرن الرخامي».

ويشير الابن مختار الذي تخصّص في علم الزهور والنباتات، إلى أن مجموعات أجنبية ولبنانية تقصد قصرنبا لهذه الغاية. فيشارك أصحابها في قطاف الورد على مدى 20 يوماً، ويقيمون في البلدة ليتناولوا صباحاً وجبة الفطور البلدية.

وتتضمن هذه الوجبة المنقوشة بالزعتر والبيض بالقاورما واللبنة البلدية. كما أن الرحلة إلى قصرنبا يرافقها مشوار إلى مَعْلم أثري فيها. ويستطرد مختار: «عادةً بعد قطاف الورد مباشرة نتوجّه إلى هذه القلعة الرومانية. نمضي فيها بعض الوقت لاستكشافها مع زوارنا. ومن ثم نعود أدراجنا إلى الأرض لنكمل مهمتنا في صناعة ماء الورد».

يجمع في السلال قبل البدء في صناعة منتجاته (إنستغرام)

واستطاعت قرية قصرنبا تسليط الضوء على موسم قطاف الورد في لبنان. إنها وردة لها تاريخها الطويل وتعرف باسم (rosa Damascus)، وتعني بالعربية (الوردة الدمشقية). طال انتشارها بلداناً أوروبية. وهي مشهورة أيضاً بورد الطائف في المملكة العربية السعودية.

يستغرق قطاف الورد نحو 4 ساعات يومياً، ويتم قطافه بكميات كبيرة تعدّ بالأطنان.

ويشير مختار إلى أن شهرة هذا الموسم زادت بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. وحالياً هناك بعض صنّاع ماء الورد في القرية يوزعونها على محلات تجارية وسوبرماركت.

"ام عدنان" تحضّر لصناعة ماء الورد (إنستغرام)

ويضيف مختار: «في هذا الموسم تعبق قريتنا برائحة الورد، فتتعطر بالورد الدمشقي على مدى 20 يوماً».

وقطاف الورد لا يقتصر على الكبار فقط، إذ يتمسك بعض العائلات باصطحاب جميع أفرادها من كبار وصغار. وتختم أم عدنان لـ«الشرق الأوسط»: «العيش مع الورود له متعة خاصة، وينعكس إيجاباً على حالتنا النفسية. كما أن مشهد الورد المزروع في كل مكان يحضّنا على التواصل مع الطبيعة تلقائياً».

وإضافةً إلى موسم الورد، تشتهر قصرنبا بموسم قطاف العنب، فيصنع منه أهل القرية منتجات عدة بينها دبس ومربّى العنب.