«مخاطر أمنية مخيفة»... خبراء يحذرون النساء من استخدام تطبيقات تتبع الدورة الشهرية

سيدة تتصفح أحد تطبيقات تتبع الدورة الشهرية (رويترز)
سيدة تتصفح أحد تطبيقات تتبع الدورة الشهرية (رويترز)
TT

«مخاطر أمنية مخيفة»... خبراء يحذرون النساء من استخدام تطبيقات تتبع الدورة الشهرية

سيدة تتصفح أحد تطبيقات تتبع الدورة الشهرية (رويترز)
سيدة تتصفح أحد تطبيقات تتبع الدورة الشهرية (رويترز)

حذّر خبراء من أن النساء يواجهن «مخاطر حقيقية ومخيفة بشأن الخصوصية والسلامة» لدى استخدامهن تطبيقات تتبع الدورة الشهرية، وفق تقرير لشبكة «سكاي نيوز».

وقال أكاديميون من جامعة كامبريدج، إن المعلومات الشخصية التي تُجمع في هذه التطبيقات، بما في ذلك التمارين الرياضية والنظام الغذائي والأدوية ومستويات الهرمونات واستخدام وسائل منع الحمل، قد تُباع على نطاق واسع؛ لتشكّل «مخاطر وأضراراً على المستخدمات».

وتكتسب تطبيقات تتبع الدورة الشهرية شعبية عالمية، حيث تم تنزيل 250 مليون تطبيق عالمياً لأكثر ثلاثة تطبيقات شيوعاً.

وحسب تقرير صادر عن خبراء في مركز مينديرو للتكنولوجيا والديمقراطية، فإن بيانات الدورة الشهرية يمكن أن تُقدم رؤى ثاقبة حول صحة المرأة وخياراتها الإنجابية، مما يجعل التطبيقات التي تجمعها «منجماً من ذهب» لتحليل بيانات المستهلكات.

وقالت المؤلفة الرئيسية للتقرير، الدكتورة ستيفاني فيلسبرغر: «هناك مخاطر حقيقية ومخيفة على الخصوصية والسلامة للنساء؛ نتيجةً لتسليع البيانات التي تجمعها شركات تطبيقات تتبع الدورة الشهرية».

وأشار الباحثون إلى أن الكثير من النساء يُحمّلن هذه التطبيقات عندما يحاولن الحمل، مما يؤدي إلى تحول في سلوك التسوق.

وقالوا: «لذلك، برزت بيانات من هي حامل، ومن ترغب في الحمل، بصفتها واحدة من أكثر المعلومات طلباً في الإعلانات الرقمية».

وأكد التقرير أن «تطبيقات تتبع الدورة الشهرية تجارة مربحة؛ لأنها تُتيح للشركات التي تُطور هذه التطبيقات الوصول إلى بيانات المستخدمات القيّمة للغاية والدقيقة».

وكتب الباحثون: «بيانات تتبع الدورة الشهرية ليست قيّمة تجارياً فحسب، بل تُشارك مع شبكة متشابكة من الأطراف الثالثة (مما يجعل معلومات المستخدم الشخصية قابلة للاستغلال في الإعلانات المُستهدفة)، بل تُشكل أيضاً مخاطر أمنية جسيمة على المستخدمات».

وأوضح الخبراء أن «البيانات المُجمعة قد تُؤدي إلى (تمييز) في التأمين الصحي، ومخاطر على فرص العمل، أو حتى إلى العنف الأسري إذا وقعت في أيدٍ غير أمينة».

ودعوا إلى حوكمة أفضل لقطاع «التكنولوجيا النسائية»، بما في ذلك تحسين أمن البيانات و«خيارات موافقة فعّالة» في هذه التطبيقات، وحثّوا هيئات الصحة العامة على إطلاق بدائل لتطبيقات تتبع الدورة الشهرية التجارية.


مقالات ذات صلة

ثلث موظفي وكالة الأمن السيبراني الأميركية تركوها منذ تنصيب ترمب

الولايات المتحدة​ ما يقرب من ألف شخص غادروا وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية منذ تنصيب ترمب (رويترز)

ثلث موظفي وكالة الأمن السيبراني الأميركية تركوها منذ تنصيب ترمب

صرح مسؤول حكومي أميركي سابق بأن ما يقرب من ألف شخص غادروا وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية منذ تنصيب ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الجهات التي تقف وراء هجمات التسلل الإلكتروني على أهداف ألمانية كانت في المقام الأول إما موالية لروسيا وإما معادية لإسرائيل (رويترز)

تقرير: مناهضون لإسرائيل يرفعون جرائم الإنترنت بألمانيا إلى مستوى قياسي

ذكر المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، الثلاثاء، أن عدد جرائم الإنترنت في البلاد ارتفع إلى مستوى قياسي العام الماضي مدفوعاً بجرائم إلكترونية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
خاص خبراء: نموذج «الثقة الصفرية» والمراقبة اللحظية من أبرز استراتيجيات الدفاع خلال فترات الذروة الرقمية (شاترستوك)

خاص مع اقتراب عيد الأضحى... لماذا تزداد المخاوف من تصاعد الهجمات السيبرانية؟

تزداد الهجمات السيبرانية في الأعياد مستهدفةً الأجهزة غير المؤمَّنة والمستخدمين والمعاملات، مما يتطلب مراقبة فورية وتحديثات مستمرة واعتماد نموذج «الثقة الصفرية».

نسيم رمضان (لندن)
خاص تشير تحليلات أمنية إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي المظلم تُستخدم في حملات تصيد وهجمات فدية (شاترستوك)

خاص هل يصبح «الذكاء الاصطناعي المظلم» التهديد الأخطر القادم للأمن السيبراني؟

يشهد الأمن السيبراني تصاعداً في الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتبرز منطقة الشرق الأوسط ساحةً نشطةً تستوجب دفاعات رقمية متقدمة.

نسيم رمضان (بوكيت - تايلاند)
أوروبا صورة للنائبة الألمانية في البرلمان الأوروبي هانا نويمان ملتقطة من مقطع فيديو على حسابها على منصة «إكس»

الاتحاد الأوروبي يشتبه بتعرّض نائبة ألمانية لتجسس إلكتروني إيراني

أكد البرلمان الأوروبي وجود أدلة على تعرّض النائبة الألمانية في البرلمان الأوروبي هانا نويمان لعملية تجسس إلكتروني إيرانية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

مصر: «الباعة الجائلون» يستخدمون «حناجرهم» ببراعة رغم هيمنة التكنولوجيا

أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)
أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)
TT

مصر: «الباعة الجائلون» يستخدمون «حناجرهم» ببراعة رغم هيمنة التكنولوجيا

أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)
أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)

من شرفة منزل متواضع بمنطقة شعبية في ضاحية الهرم (محافظة الجيزة)، خرجت سيدة ثلاثينية بمجرد أن سمعت النداء: «اللبن... يلاااا اللبن»، بينما ينزل أولادها الثلاثة إلى الشارع بسعادة، يستقبلون البائع المتجول، ليختاروا ما يشتهون، في مشهد يوحي بـ«المكافأة اليومية».

الأول اختار حلوى «الأرز باللبن»، والأخرى «الجُبن»، وثالثهم «اللبن»، والأم تدير حواراً مع البائع وأولادها من شرفتها. كان ذلك في الفترة بين صلاتي المغرب والعشاء، حين يكون الأربعيني هاني محمد، في منتصف رحلته اليومية لبيع منتجاته، وهو يقطع طريقه ببطء، متفحصاً النوافذ؛ لعل أحداً يطلّ.

يتجول هاني، بدراجة هوائية، يحمل على جانبيها قِدر الألبان وفي وسطها صندوق لحمل الجُبن والأرز باللبن، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه يعمل بائعاً متجولاً منذ 25 عاماً، ومن دخل هذا العمل ربّى أولاده.

بائع الألبان المتجول واحد ضمن عشرات الباعة ممن يجوبون المنطقة ليل نهار، بعضهم يبيع الخضروات والفاكهة، مطلقين نداءات مثل «مجنونة يا أوطة (طماطم)»، أو يتغزلون في فاكهتهم: «يا بلح ولا تين ولا عنب زيك». وآخرون يبيعون المثلجات و«غزل البنات»، بخلاف «البليلة»، وهي وجبة تُعدّ من القمح، سجل أحد الباعة أغنية للدعاية لها، ونسخها الباقون.

@shroukagag

شاب مصري عامل اغنية للبليلة #بليلة #kenzysala @Shroukagag

♬ الصوت الأصلي - Shroukagag

نوع آخر من المتجولين، هم المنادون على «الروبابيكيا» و«الزيوت المستعملة»، ممن يشترونها مقابل بيعها فيما بعد لآخرين.

اللافت استمرار ظاهرة الباعة المتجولين الذين يعتمدون على النداء المباشر بأصواتهم الجهورية، رغم التطور التكنولوجي وما أحدثه من تغيرات في حركة البيع والشراء، حتى جاوز حجم التجارة عبر الإنترنت في مصر عام 2022 نحو 121 مليار جنيه (الدولار يساوي 49.5 جنيه)، بزيادة 30 في المائة عن عام 2021، وفق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.

ويرجع الباحث في الإنثروبولوجيا، وليد محمود، استمرار هذه الظاهرة إلى «طبيعة زبائنهم»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «زبائنهم لا يتحملون دفع 50 جنيهاً (نحو دولار) لتوصيل السلع».

ربما حمل ذلك مبرراً لوجودهم بكثرة في المناطق «الشعبية» و«الريفية» أو بعض «المدن الجديدة»، لكنهم يتمددون أيضاً إلى مناطق مرفهة. ففي منطقة المهندسين (تبعد نحو 5 كيلو مترات عن وسط القاهرة)، يتجول باعة باستمرار، معلنين عن بضاعتهم بحناجرهم القوية، مزاحمين كبار المحال التجارية صاحبة «البرندات».

تداخل إنساني

فسر الباحث في علم الاجتماع والإنثروبولوجي، عصام فوزي، أسباب توغل الباعة الجائلين بـ«العلاقة الإنسانية التي تنشأ بينهم وبين أهالي المناطق التي يتجولون فيها»، ووصفها بـ«العلاقة الملتبسة، أحياناً ينزعجون منهم ومن أصواتهم العالية، وأخرى يمازحونهم ويشترون منهم وينتظرونهم».

بعدما اختار أبناء سيدة الشرفة ما يشتهونه، تفاجأت الأم بأن طلبات أبنائها جاوزت الـ100 جنيه التي أعطتها لهم، فطلبت من البائع أن تدفع الباقي في اليوم التالي عند مروره، ووافق دون تردد.

ويرجع البائع موقفه إلى «العلاقة الإنسانية» بينه وبين زبائنه، قائلاً: «لا بد أن أشعر بالناس، فأنا أبيع اللبن منذ كان سعره 180 قرشاً للكيلو، والآن أصبح بـ40 جنيهاً».

باعة في منطقة العتبة لا يتجولون لكن لا يستقرون في محال تجارية أيضاً (الشرق الأوسط)

اللحن المميز

يسود الصمت عادةً في منطقة حدائق أكتوبر (تبعد نحو 36 كيلومتراً عن وسط القاهرة) إلا من أصوات الباعة الجائلين، مرة يبيعون أسطوانات الغاز، وأداتهم النقر على الأسطوانة، أو الفواكه مستخدمين عبارات مبتكرة.

والأكثر وجوداً من بينهم في هذه المنطقة هم جامعو «الروبابيكيا»؛ يطلق أحدهم الكلمة «بيكيااااااا»، والآخر «روبابيكيا بيكياااا» ثم يزيد «أيّ كراكيب قديمة... أيّ كتب مدارس... أيّ تلاجات أيّ غسلات»، مستخدمين مكبرات صوت، لينفذ نداؤهم إلى الأدوار المرتفعة، وبعضهم يستخدم تسجيلاً.

ويرى فوزي أن «دخول هذه الأدوات على عمل الباعة انعكاس لتغليب الجوانب النفعية على الفنية»، موضحاً: «في الماضي كانت الجوانب الفنية أكثر وضوحاً حتى أن سيد درويش استلهم بعض ألحانه وأغنياته منهم».

جامع روبابيكيا يستخدم عجلة بصندوق فيما آخرون يستخدمون سيارات نصف نقل (الشرق الأوسط)

يسرح الباحث الاجتماعي الذي جاوز الستين عاماً بذاكرته في زمن طفولته، في مدينة الزقازيق، حين كان يمر بائع «العرقسوس» (مشروب مُثلج) مردداً مقطعاً غنائياً للترويج لمشروبه، والأطفال من حوله يرقصون على نغم الأغنية، مع الصاجات التي يستخدمها هؤلاء أداة إضافية للتنبيه، فضلاً عن ملابس خاصة تميزهم.

حسين الصياد، بائع المثلجات واحد ممن استبدل النداءات المسجلة بصوته، فقبل سنوات كان يتجول في شوارع منطقة العمرانية (جنوب العاصمة) منغماً كلمة «الطبيييييعي»، ويقصد أنه يصنع مثلجاته من فواكه طبيعية. الآن يتجول مع جهاز تسجيل ومكبر صوت يردد «بولة بولة» (وحدة تعبئته). يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «أكثر راحة له، يحافظ على جذب الانتباه وفي الوقت نفسه لا يكلف حنجرته عبء النداء».

ذاكرة للمدن وسلوكها

لا يحمل الباعة الجائلون فقط بضائعهم، لكنهم يحملون معها «ذاكرة المدن وسلوكيات قاطنيها»، وفق فوزي، قائلاً: «كل منهم قادر على رصد تفاصيلها بدقة، ويتغيرون فيعكسون تغير تلك المدن».

كان بائع الألبان هاني محمد يتجول حاملاً «زُمارة» لتنبيه زبائنه بقدومه، لكن «بسبب الأطفال الذين يتندرون عليّ، لم أعد أستخدمها، وأضطر للنداء الذي يرهق حنجرتي، خصوصاً أنني لا أستخدم مكبر صوت، حتى لا أزعج السكان». ويضيف بأسى: «الأخلاق لم تعد متوفرة مثلما كانت قديماً».

تغيُّر آخر يتمثل في حالة «الركود» التي يرصدها هاني، وكذلك بائع الخضروات شعبان رجب (30 عاماً) الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يبدأ عمله في الصباح بالتمركز في نقطة معينة، لكن مع تقدم اليوم، وركود البيع يتجول بحثاً عن الرزق».

وتواجه مصر أزمة اقتصادية منذ عام 2016، دفعت الحكومة إلى تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار أكثر من مرة، وكذلك اللجوء للاقتراض من صندوق النقد الدولي. وانعكس ذلك على مستوى معيشة الكثيرين وسط ارتفاع لنسبة التضخم، التي سجلت في مايو (أيار) الماضي، على مستوى سنوي 13.1 في المائة.

بائع الألبان هاني محمد خلال جولته بإحدى ضواحي الهرم (الشرق الأوسط)

ويقول بائع الألبان: «كنت أتجول ببضاعة 3 أضعاف الحالية، وتُباع في وقت أقل، الآن أحتاج إلى 6 ساعات حتى أتمكن من بيع بضاعتي رغم قلتها».

ويعدُّ فوزي أن «الباعة الجائلين ظاهرة تتجاوز الزمن»، إذ إنهم «موجودون منذ قرون، منذ كانوا ينادون (شكوكو بإزازة) فهؤلاء من أوائل الباعة الجائلين، كانوا يعدون لعبة بلاستيكية بسيطة على شكل الفنان الكوميدي محمود شكوكو (1912-1985)، حتى يشجعوا الأطفال على تقديم ما لديهم من زجاجات فارغة، تستخدم في عمليات إعادة التدوير».

ولا يبدي الباحث في الإنثروبولوجي وليد محمود التقدير ذاته لهم، إذ يذهب ذهنه إلى «باعة المترو ووسائل النقل» الذين وفق قوله «يبيعون بضائع غير مطابقة للمواصفات»، ويضيف: «بعضهم يمارس الشحاتة (التسول) تحت ستار البيع».

أما المتجولون في الأحياء الشعبية فيرى أنهم «يتهربون من الضرائب، ويزعجون السكان بنداءاتهم المتكررة»، على حد تعبيره.

عاجل الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لـ«فيلق القدس» في طهران